About Me

My photo
"J'ecris pour me decouvrir."- a French writer

Tuesday, August 23, 2011

المؤامرة....2

ولسة بتفرج على ليبيا على الجزيرة مباشر، والليبين داخلين باب العزيزية وعمالة أقول لنفسي "يا ترى دي الكاميرا الخفية برضه، وحيطلعوا بعد كام يوم يقولوا دي مكانتش العزيزية! وبرضة أرجع لنظرية المؤامرة وأقول "يا ترى النهاردة فعلاً الليبيين أخدوا حريتهم ولا نقدر نقول ليلة سقوط ليبيا؟"

نرجع للموضوع الأساسي وهو نظرية المؤامرة وعدم ثقة المصريين والعرب عموماً في أمريكا والغرب وسياساتهم. بما إني خريجة مدارس لغات وطول عمري كنت بتكلم الإنجليزية والفرنسية واقرأ الآداب الغربية طول حياتي وبتكلم إنجليزي أحسن من العربي، ففكرة عدم الثقة في الغرب دي كانت شبه مستبعدة تماماً بالنسبة لي لحد تخرجي من الكلية، مش بسبب شعوري بالانتماء للثقافة الغربية على حساب هويتي العربية أو مصريتي، بس عشان مكنتش بتصور إن الغرب شغله الشاغل هو التحكم فينا أو السيطرة علينا، كان كل تفكيري إن الغرب أكيد مشغول بنجاحاته ومستقبله.

تفكير ساذج شوية؟ يمكن!

كنت لسة بسأل صديقتي العربية وبنتكلم عن نظرية المؤامرة دي واللي بيتقال كل يوم في البلاد العربية وبقولها "يا ترى فعلاً أمريكا ممكن تكون بالذكاء ده؟ هل ممكن أنهم يتحكموا فينا بالشكل ده من غير ما نشعر؟" ردت بكل ثقة "طبعاً" وبعدين ضربت لي كام مثال مش من السياسة أو التاريخ بس من الواقع الحياتي لينا بيؤكد الكلام دة أننا فعلاً بيتم التحكم فينا بشكل سهل جداً.

مرة بعد تخرجي على طول من الكلية، عرفت إن المركز الأمريكي عامل معرض لبعض الجامعات الأمريكية لطرح بعض المنح الدراسية للطلاب والخريجين المصريين، تحمست جداً ورحت وكان المعرض زحمة جداً وكله شباب وبنات وبيتسابقوا عشان ياخدوا ملصقات أو إعلانات مطبوعة عن الجامعات اللي مانت تقريباً من نوع الدرجة التالتة اللي محدش بيسمع عنها، وكان فيه كليات كتيرة جداً وبما إني دارسة آداب وعشقي للفنون واللغات والترجمة بيخليني مركزة اهتماماتي على الفروع دي، وكذا مرة أحاول اسأل على فرص برة مصر (تقدر تقول عقدة خواجة أو عدم رضا بمستوى التعليم في المؤسسات المصرية)، وبما إني كنت في المعرض ده سألت على الفروع المتاحة والغريب إن كل الدراسات كانت في الصيدلة والهندسة بكل فروعها.

ساعتها افتكرت المنح اللي بيقدمها المركز البريطاني في مصر كل سنة وبيحط شروط كتيرة تضمن إن المتقدمين يستحقوا فعلاً المنح، وكل سنةالدراسات المتاحة مش تختلف كتير عن السنة اللي قبلها، ولو الواحد زي حالاتي دماغه في الحاجات اللي مش بتأكل عيش، يبقى يخليه مركز أحسن في الجامعات المصرية أو يدفع تكاليف الدراسة على حسابه حتى ولو كان متفوق ويستحق فعلاً المنحة.

يوم لما كنت في المركز الأمريكي كنت متضايقة جداً أولاً لأني حسيت بتفاهة الدراسة بتاعتي وثانياً لأني حسيت إني ذنبي إني مصرية أعيش في دولة أتعسها الحظ لتكون دولة من دول العالم التالت وأصبح من المقدر ليها إنها تكون تحت رحمة دولة "كبرى" زي أمريكا تاريخها مش كبير بالعكس هي حديثة جداً ومقدرش أعتبرها حضارة من الأساس، فهي دولة جنت ثمار التطورات التكنولوجية بتفكرني بالمدن الجديدة أو القرى السياحية في الساحل الشمالي، شكلها حلو ومبنية على أحدث طراز ولكن منقدرش نعتبرها مدينة سكنية. المهم حسيت فعلاً بالذل وقلت لنفسي "اللي بيقدم منح ده، ايه هدفه يحدد دراسات معينة ويحاول يفرضها بشكل غير مباشر على اللي عايزين يحصلوا عليها؟"

دلوقتي بس أقدر أقول إني عرفت الإجابة، مش بدافع نظرية المؤامرة لكن هي دي فعلاً، من وجهة نظري، إن السياسات الاستعمارية للدول الكبرى ونظامها الاقتصادي الرأسمالي بيأثر سواء عجبنا أو لأ على كل جوانب الحياة بما فيها العلاقات الخارجية مع الشعوب اللي مصر والدول الفقيرة منها.

بمعنى إن لو أمريكا بتصرف فلوس وبتساعدنا فأكيد ليها مصلحة من كل ده، هما مش فاتحينها جمعية خيرية. كل شئ بحساب وبغرض.

وللأسف الأمثلة اللي بتخليني فعلاً مصدقة إن للمصريين حق في تخوفهم من الغرب وخاصة أمريكا بصرف النظر عن مدى سخافة الروايات اللي مش عارفين لحد دلوقتي مدى صحتها، هي أمثلة كتيرة جداً حبقى أكملها بعدين...


No comments:

Post a Comment